Sunday, August 10, 2008

المحاضرة الأخيرة




أحببت أن أقدم بعض أفكار هذا الكتاب، الذي صدر بالإنجليزية هذا العام، كتبه( راندي باوش) رجل ينتظر الموت، بعد تشخيص السرطان لديه في غدة البنكرياس، عرفه الملايين وبخاصة على اليو تيوب، في محاضرته
الأخيرة، التي ألقاها على طلبته في جامعة( كارنيجي ميلون) في الولايات المتحدة، حيث كان أستاذاً مميزاً في علوم الحاسب.لقد اختار الرجل أن يتحدث عن الحياة لا الموت.. كما يقول
لن أترجم حرفياً بالطبع، فمكتبة جرير ستقوم بذلك سريعاً غير معنية بجودة الترجمة، لكن سأحاول نقل زبدة بعض الفصول باختصار

أسد جريح لازال يريد أن يزأر

1- يتحدث في هذا الفصل عن المرض والأخبار التي تنذره بالموت، ثم عن رغبته الشديدة في إلقاء المحاضرة الأخيرة، وهي في الأصل من تقاليد الجامعة التي تُطلب من كل أستاذ، حدث أنها كانت بالنسبة إليه الأخيرة فعلاً، لا افتراضاً، يقول: تولد لدي شعور بأن هناك المزيد مني لأقدمه، فلو أعطيته كلي؛ لربما استطعت تقديم شيء مميز للناس. " الحكمة" كلمة قوية، لكن لعلها ما أعنيه هنا

2- زوجته كانت تعارض حفاظاً على الوقت القليل المتبقي من حياته، لذلك حرص على مواجهة دوافعه لإلقاء المحاضرة بنزاهة، واعترف أن الأمر يتعلق بالكرامة وتقدير الذات، كما صار يرى المحاضرة أشبه بآلة تعبر به الزمن إلى المستقبل الذي لن يراه، فأبناؤه صغار جداً، وهذه المحاضرة ستعرفهم( من هو بابا) عندما يكبرون


3- ثم يتساءل: كيف يستطيع تحويل الكلام النظري إلى شيء يرافق صغاره في طريق حياتهم لعقد أو أكثر من الزمن، هذا الشيء يجب ألا يتحدث عن ظروف المرض ومقاومة الموت..يجب أن يكون عن الحياة


4- ما الذي يجعلني مميزاً: لقد ساعده هذا السؤال على تحديد ما يريد قوله في محاضرته الأخيرة، وتوصل إلى أنه ليس دور الزوج ولا الأب ولا الأستاذ ولا السرطان هو ما يميزه عن غيره من الناس، وتوصل إلى سؤال فاصل: ما الذي علي أنا، وحدي، أن أقدم


5- وكان الجواب، الذي اعتبره حاسماً ونهائياً، وأترجمه كله هنا: مهما تكن إنجازاتي، فإن كل الأشياء التي أحببتها متجذرة فيما كان لدي من أحلام وأهداف في طفولتي، ثم في الطرق التي تدبرتها لتحقيق معظمها، تقريباً


6- لم استطاع تحقيق أحلامه، يقول: لقد عشت( حققت) أحلامي، والسبب يعود إلى حد كبير إلى ما تعلمته على أيدي ناس متميزين، طوال حياتي. وما دمت قادراً على رواية قصتي بهذا الحماس، فقد تساعد محاضرتي الآخرين على تحقيق أحلامهم


7- وهكذا أرسل البروفيسور( راندي باوش) إلى االكلية التي تنتظر عنوان محاضرته من مدة، يقول:
سأتحدث عن: تحقيق أحلام الطفولة

حياة على المحمول
في هذا الفصل يحدثنا عن إعداده لمحاضرته على حاسوبه المحمول، وقد بدأ بسؤال: كيف تنمذج( إن صحت الترجمة) أحلام طفولتك؟ وكيف تمكن غيرك من إعادة التواصل مع أحلامهم، استخدم كثيراً من الصور العائلية والدراسية، وأقنع زوجته بحضور المحاضرة، لأنه كان بحاجة ماسة إلى وجودها قربه وهو يتحدث إلى هذاالعدد الكبير من الناس

فيل في الغرفة
في هذا الفصل يبين أهمية التعريف والتعارف، مستشهداً بأن أباه علمه دائماً( إذا كان في الغرفة فيل، فقدمه للآخرين) ومن هنا وجد أنه لا بد من الحديث عن تاريخ مرضه وطبيعته، لأولئك الذين لا يعرفونه، كما بين أنه بصحة جيدة( الآن)* رغم ما يعانيه، وأكد ذلك بالهبوط إلى الأرض ليقوم، أمام جمهوره، بتمرينات الضغط
*
ثم يبدأ القسم الثاني من الكتاب تحت عنوان( تحقيق أحلام طفولتك) ولعله تفصيل للمحاضرة، وقد أقدم أفكاره الرئيسة لاحقاً.. إن شاء الله

***
أعتقد أن هذا الكتاب يدعو المسلم إلى استحضار ما يعرفه عن دينه الحنيف، أو البحث عما لا يعرفه، لأنه موقن في قرارة نفسه، أن الإسلام دين للحياة ولكل زمان ولكل البشر، ولعله سيؤلمنا أنا وحدنا- نحن المسلمين- نعرف ما كان يفتقر إليه رجل عاقل ناجح مثل (راندي باوش) في رؤيته لحياته وموته
__________________________
* توفي الرجل الشهر الماضي، ولو خطر ببالكم: ليته عرف الإسلام، فقرروا أن تستجيبوا في مرة قادمة للأفكار الخيرة فوراً( مثل إرسال كتاب/ تعريف عام بدين الإسلام/ بالإنجليزية) لا تؤجلوا أبداً.. ثمة عالم بأسره يحتاج إلى الإسلام، ويبحث عنه، ونحن لا نثمن هذا بما يستحق من اهتمام وحركة

No comments: