Tuesday, August 26, 2008

وحزن آخر

مهداة إلى أخي

**

من صحبتي الطويلة للحزن
ظننت أنا تعارفنا وتآلفنا
وخمنت أنه ليس ثمة ما يضيفه بعد..
كلَّ الشباب الجميل عرفته
في وجوه تحبني أكثر من نفسها
وفي عيون صافية دهشة
أحبها أكثر من نفسي
وفي مرآة لا تحابي
***
من صحبتي الطويلة المريرة الصافية للحزن
سقطت بين براثن حبه
لم أكتم عنه سراً ولا دمعة ولا فرحة عابرة
وظننت أن به ما بي
وأنه لن يخفي عني أسرارا ولا أخبارا
***
كان صلحاً صامتاً
جعل جناحيّ أقوى
فانحنيت على يماماتي الطيبة ألملم أحزانها الصغيرة
ثم أدفعها برفق للمغادرة
طارت دونما تعثر
وقد اطمأنت إلى صلحنا الجميل
***
أن تقرأ حيرة الفقد
وأسئلة الدهشة في عيون العصافير اللطيفة
أن تظن أحياناً أن جناحين لايكفيان
أن تبكي أحياناً لأن الوجع ليس ذكرى مرت
بل حقيقة تلابسك وتلامسك
تمشي معك وتنام معك
ومعك تأكل وتشرب وتصوم وتقوم
وتطل على أفراح العيد بعيني حسود
***
ليس ثمة ذكرى أليمة يذوبها الزمن
في تقلباته الكاوية
ثمة نصل سكين مغروسة في الفؤاد
لا نزعها ممكن
ولا ألم بقائها يسكن
***
أن تقتات الحزن وتؤاكله وتشاربه وتسايره
ليس إلا شأن أوطان مسورة بثلاث أسورة من اللهب
ينفثها التنين الذي تدحرج من صفحات الأساطير
ووقع في أحضاننا

1 comment:

أحمد said...

محزنة والله..
أوحتلي.. أن كاتبها، اصطبغ فعلا، فصار الحزن لونه.


رب أمر تتقيه جرّ أمراً ترتجيه
خفي المحبوب منه، وبدا المكروه فيه